قام معالي الامين العام المساعد للمجلس السفير زهير عبدالعزيز منقل وبرفقته معالي كبير المستشارين بالهيئة العليا للمجلس السفير الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشيبي بزيارة لنموذج الحارة المكية القديمة والمقام في مكة المكرمة تحت رعاية الشيخ عادل امين حافظ وقد كان في استقبال معالي سفراء المجلس المشرف العام و سعادة المهندس فؤاد عبدالله بخاري والعمده الشيخ صالح عبدالله البشبيشي والاستاذ كمال بعداني .
ثم قام معالي السادة سفراء المجلس بجولة في الحارة برفقة مضيفيهم شاهدو خلالها النموذج التقليدي للبيت المكي ومحتوياته الداخلية وماكان مستخدم في السابق من ادوات ومعدات اصبحت اليوم تاريخية وجزء من المكون التراثي للمجتمع المكي واستمعوا خلال الجولة الى شرح قام به الاستاذ كمال بعداني المشرف على الموقع يظهر ماكانت عليه الحياة اليومية لسكان مكة المكرمة في اواخر العهد العثماني .
وبعد ذلك توجه الجميع الى التصميم الخارجي للحارة المكية القديمة في تلك الحقبة ومنطقة السوق التى عادة ما كانت تضم محلات الحرفيين واصحاب المهن التى قد تكون بعض منها قد اندثرت واصبحت من عبق الماضي وتراث الاجداد وبالطبع حيث ان مكة منارة العلم كان من اهم ما يميز احيائها سابقا وجود كتًاب في كل حارة وهو المكان الذي يقوم احد الشيوخ وعادة ما يكون امام المسجد بتعليم اطفال الحارة القراءة والكتابة والحساب والقران الكريم وايضا مركاز العمدة في الحارة القديمة هو مقر لكبير الحارة ومجلس للعقلاء يجتمعون فيه بالعمدة لحل القضايا وايضا وسيلة للتواصل الاجتماعي بين سكان الحارة سابقا وهو من مكونات الحارة المكية القديمة للحفاظ على الامن والتماسك الاجتماعي لاهل الحارة وقد اخذ الضيوف استراحة بسيطة اثناء الجولة في مركاز العمدة الشيخ صالح البشبيشي واستمعو منه الى شرح لدور العمدة سابقا في الحارة المكية وتطور هذا المنصب في فترة الحكم السعودي وانه الحق بوزارة الداخلية لاهمية دورة في المجتمع المكي.
ثم قام سعادة المهندس فؤاد عبدالله بخاري باخذ الضيوف الى ركن الصرافة والذي يشرف عليه شخصيا وقام بشرح مختصر لمعالي السادة السفراء عن تاريخ تطور استخدام العملات في الحجاز حتى دخول العملة الورقية في العهد السعودي الميمون والنقلة النوعية الاقتصادية التي عاشتها البلاد في فترة حكم المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز وتطور صناعة العملات الورقية حتى وصلت الى الصورة الحالية المستخدمه في وقتنا هذا والجدير بالذكر ان سعادة المهندس فؤاد بخاري هو من الرواد في هذا المجال وله عدة معارض ومشاركات داخل المملكة وخارجها وله الفضل في اثراء ركن الصرافة المقام في نموذج الحارة القديمة وتوفير جميع العملات السابقة والتي تعتبر نادرة التوفر وذلك لحرصه الشديد على نقل هذه المعرفة والتاريخ للاجيال الجديدة .
وبعد ذلك استكمل معالي السادة السفراء جولتهم وشاهدو خلالها عرضا ترحيبيا قدمته مجموعه من اطفال الحارة وتم اخذ بعض الصور الجماعية وفي تصريح صحفي للمركز الاعلامي بالمجلس قال معالي الامين العام المساعد السفير زهير منقل : ان مثل هذه الاعمال لهي دليل على مدى الوعي باهمية الموروث الثقافي للمجمتع وخاصة الجيل الجديد واشاد معاليه بالدور الكبير الذي قام به القائمون على العمل وعلى رأسهم سعادة الشيخ عادل امين حافظ وعلى احترافيتهم في جمع هذا الكم الكبير من هذه المعدات والادوات التاريخية ومحاكاة الحارة القديمة والبيت المكي بصورة واقعية كما لفت معاليه الى ان الحارة تم انشائها باستخدام الطراز المعماري لتلك الحقبة الزمنية وهذا يتطلب وقت وجهد واحترافية عالية لان اغلب المكونات المعمارية مصنوعة يدويا واضاف ان زائري مكة المكرمة من الحجاج والمعتمرين يجب ان يطلعو على مثل هذه الاعمال وان يروج لها اعلاميا واقترح ان يكون هذا العمل مستمرا على مدار العام وان يكون جزء من برنامج الحاج والمعتمر اثناء اقامته في مكة واختتم السفير زهير حديثه بالثناء والشكر على حفاوة الاستقبال .
كما ذكر معالي السفير الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشيبي كبير المستشارين بالهيئة العليا للمجلس ان هذا العمل هو من تعظيم مكة واجلالها حيث ان مكة المكرمة تحظى بمكانة في نفوس العالم الاسلامي اجمع وليس سكانها فقط وشكر القائمين على اقامة هذا العمل على الجهد والوقت والمال المبذول فيه سائلا المولى عز وجل ان يجعلها في ميزان حسناتهم وان ينفع بهم .